مابقى غير الصورعندما تصبح الذكريات لقطات متجمدة
في عالم يتسارع فيه الزمن، لم يعد لدينا سوى الصور لتوثيق اللحظات التي تمر كالبرق. أصبحت الكاميرات في هواتفنا الذكية امتدادًا لأعيننا، نلتقط بها كل تفصيل صغير وكبير، وكأننا نحاول إيقاف الزمن أو على الأقل خداعه للحظة. لكن هل الصور قادرة حقًا على نقل المشاعر كما عشناها؟ أم أنها مجرد ظلال باهتة لما كان؟ مابقىغيرالصورعندماتصبحالذكرياتلقطاتمتجمدة
الذكريات بين الواقع والصورة
عندما ننظر إلى صورة قديمة، تتدفق الذكريات كالنهر الجاري، لكنها ذكريات مشروطة بما تخزنه عقولنا من مشاعر وأصوات وروائح. الصورة قد تذكرنا بلحظة ما، لكنها لن تعيد لنا دفء العناق، أو رهبة الانتظار، أو فرحة اللقاء. هي مجرد بوابة نعبر من خلالها إلى الماضي، لكنها ليست الماضي نفسه.
في زمن السيلفي والقصص المؤقتة على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحنا نعيش اللحظة من خلال عدسة الكاميرا أكثر من عيشنا لها بحواسنا. نسارع إلى التقاط الصورة قبل أن نفوت الفرصة، ثم نكتشف لاحقًا أننا فقدنا جوهر اللحظة نفسها في سبيل الحصول على توثيق لها.
هل الصور خيانة للذاكرة؟
يقول البعض إن الإكثار من التقاط الصور يقلل من قدرة الذاكرة على التخزين، لأننا نعتمد على الألبوم الرقمي كبديل عن الذاكرة البشرية. لم نعد نحاول تذكر التفاصيل لأننا نعلم أن الصورة ستكون هناك عندما نحتاجها. لكن ماذا لو اختفت تلك الصور؟ ماذا لو تعطل الهاتف أو ضاع القرص الصلب؟ عندها ندرك أننا خسرنا اللحظة مرتين: مرة عندما لم نعشها كاملة، ومرة عندما فقدنا توثيقها.
التوازن بين التوثيق والعيش
لا نستطيع إنكار أهمية الصور في عصرنا، فهي وسيلة للتواصل، ولحفظ التاريخ الشخصي والعائلي، ولإحياء الذكريات. لكن المفتاح هو إيجاد التوازن بين توثيق اللحظات وعيشها. ربما علينا أحيانًا أن نضع الهاتف جانبًا، ونغمض أعيننا لنختزن المشهد ليس في ذاكرة الآلة، بل في ذاكرة القلب.
مابقىغيرالصورعندماتصبحالذكرياتلقطاتمتجمدةفي النهاية، "مابقى غير الصور" قد يكون تعبيرًا صادقًا عن حنيننا إلى ما فات، لكنه أيضًا تذكرة بأن اللحظة الحالية هي ما نملكه حقًا. فلنعشها قبل أن تصبح مجرد صورة أخرى في الأرشيف.
مابقىغيرالصورعندماتصبحالذكرياتلقطاتمتجمدة